Book:    Palace Walk
Viewed: 149 - Published at: 6 years ago

قنع دائماً من "وطنيته" بالعاطفة والمشاركة الوجدانية دون الإقدام على عمل يغير وجه الحياة الذي آنس إليه فلا يرضى عنه بديلا، لذلك لم يدر له بخلد أن ينضم الى لجنة من لجان الحزب الوطني على شدة تعلقه بمبادئه، ولا حتى أن يجشم نفسه عناء شهود اجتماع من اجتماعاته، أليس في ذلك إهدار لوقته "الثمين"؟ ليس الوطن في حاجة إليه على حين يتلهف هو كل دقيقة منه لينفقها في أسرته أو تجارته أو على الخصوص في لهوه بين الأحباب والخلّان؟! ليكن إذن وقته خالصا لحياته، وللوطن ما يشاء من قلبه وعواطفه، بل ماله كلما تيسر، إذ لم يكن يضن به إذا وجب التبرع لغرض من الأغراض، وإلى ذلك فلم يشعر مطلقا بانه مقصر في واجبه على نحو ما، وعلى العكس عرف بين صحبة بالوطنية، إما لأن قلوبهم لم تسخ بعواطفها كما سخا قلبه، وإما لأن الذين سخت قلوبهم لم يذهبوا حد التبرع بالمال مثله، فتميز بوطنيته، وعرف هو ذلك فأضافه إلى بقية مزاياه التي يباهي بها سرا في أعماق قلبه ولم يتصور ان الوطنية يمكن ان تطالبه بأكثر مما يجود به.

( Naguib Mahfouz )
[ Palace Walk ]
www.QuoteSweet.com

TAGS :