لابد للإنسان من أجل أن تبعث نفسه بعثا جديدا وأن ترتفع بعد سقوط ، لابد أن يقطع للإلهة القديمة "أم الأرض" عهدا إلى الأبد ! ..ولكن الصعوبة هي هذه : ما عساني أفعل من أجل أن أعاهد الأرض ؟ أنا لا أزرع الأرض ، أنا لا أفتح جوف الأرض ؟ هل يجب أن أصبح فلاحا أو راعيا صغيرا ؟ إنني أسير في الليل دون أن أعرف أأنا أغوص في الوحل والعار أم أنا أتقدم نحو الضياء والفرح ؟ ذلك بعينه هو البلاء ..أن كل شئ في هذا العالم لغز ! ..حين كان يتفق لي أن أغوص إلى القرارة من هوة الدناءة والعهر {ولم أكن أفعل شيئا غير هذا على كل حال !} فقد كنت في كل مرة أعيد قراءة تلك القصيدة التي تتحدث عن سيريس وعن الإنسان ، فهل أصلحني ذلك ؟ كلا ثم كلا لأنني كارمازوف ، فحين أسقط في الهوة أتدهور تدهورا تاما ، رأسي في الأمام وقدماي في الفضاء ..حتى لقد أشعر عندئذ بسعادة ، من السقوط على هذا النحو المزري المذل المهين ، إنني أحس عندئذ بنوع من المتعة الفنية ، فإذا بلغت القرارة من هوة الدناءة والخسة طفقت أترنم بنشيد ألا فلأكن ملعونا ! ، ألا فلأكن منحطا سافلا ، ولكنني أريد ، أنا أيضا، أن أقبل ذيل الثوب الذي يتدثر به إلهي ، لئن اتبعت الشيطان يارب فإني أظل ابنك ! لأني أحبك ولأن في نفسي سبيلا إلى الفرح الذي لولاه ما وجد الكون !
( Fyodor Dostoyevsky )
[ The Brothers Karamazov ]
www.QuoteSweet.com