خاتم البشر هو في جوهره عند نيتشه العبد الظافر، و هو يتفق تماما مع هيجل في قوله إن المسيحية هي أيديولوجيا العبيد، و أن الديموقراطية تمثل صورة مدنية للمسيحية. و ما مساواة الناس كافة أمام القانون إلا تحقيق للمثال المسيحي الخاص بمساواة كافة المؤمنين في ملكوت السماء. غير أن الإيمان المسيحي بالمساواة بين البشر أمام الله لم يكن أكثر من تعصب نابع عن كراهية الضعفاء للأقوياء منهم. و قد نبعت الديانة المسيحية عن إدراك أن الضعفاء يمكنهم التغلب على الأقوياء متى تجمعوا معا في قطيع، و استخدموا سلاحي الذنب و الضمير. و قد غدت هذه الفكرة في العصور الحديثة واسعة الإنتشار و من الصعب مقاومتها، لا لأنه قد ثبت صحتها، و إنما لضخامة عدد الضعفاء.
( Francis Fukuyama )
[ The End of History and the ]
www.QuoteSweet.com