وكنت وما زلت أجد الحديث عنه شائق لا يمل. وكم دفعني ذاك إلى الطواف ببيته الكبير لعلي أفوز بنظرة منه ولكن دون جدوى. وكم وقفت أمام بابه الضخم أرنو إلى التمساح المحنط المركب أعلاه، وكم جلست في صحراء المقطم غير بعيد عن سوره الكبير فلا أرى إلا رؤوس أشجار التوت والجميز والنخيل تكتـنف البيت، ونوافذ مغلقة لا تـنم على أي أثر لحياة. أليس من المحزن أن يكون لنا جدّ مثل هذا الجد دون أن نراه أو يرانا ؟ أليس من الغريب أن يختفي هو في هذا البيت الكبير المغلق وأن نعيش نحن في التراب ؟!
( Naguib Mahfouz )
[ أولاد حارتنا ]
www.QuoteSweet.com