روديا: أنا أنما أؤمن بفكرتي الرئيسية، وهي أن الرجال ينقسمون، بحكم قوانين الطبيعة، إلى فئتين، بوجه عام: فئة دنيا هي فئة العاديين الذين لا وجود لهم إلا من حيث إنهم مواد إن صح التعبير، وليس لهم من وظيفة إلا أن يتناسلوا، وفئة عليا هي فئة الخارقين الذين أوتوا موهبة أن يقولوا في بئيتهم قولاً جديداً. ولا شك أن هناك تقسيمات فرعية لا حصر لعددها، ولكن السمات المميزة التي تفصل هاتين الفئتين قاطعة.
فأما الفئة الأولى، وهي فئة المواد، فإن أفرادها، على وجه العموم، أناس " خُلقوا محافظين "، أناس معتدلون يعيشون في الطاعة ويحلو لهم أن يعيشوا في الطاعة. وعندي أن عليهم أن يطيعوا، لأن الطاعة هي ما كُتب لهم، وليس في طاعتهم ما يسيء إليهم أو يذل كرامتهم.
وأما الفئة الثانية فهي تتألف من رجال يتميزون بأنهم جميعًا يكسرون القانون، بأنهم جميعًا مُدمّرون، أو بأنهم جميعًا ميالون إلى أن يصبحوا كذلك بحكم ملكاتهم. وجرائم هؤلاء الرجال تتفاوت خطورتها وتتنوع أشكالها طبعًا. وأكثرهم يريدون، بأساليب متنوعة جدًا، تدمير الحاضر في سبيل شيء أفضل. فإذا وجب على أحدهم، من أجل تحقيق فكرته، أن يخطو فوق جثة، أو فوق بركة دم، فإنه يستطيع {في رأيي} أن يعزم أمره على أن يخطو فوق الجثة وفوق بركة الدم مرتاح الضمير، وكل شيء رهن بمضمون فكرته، وبما لها من أهمية طبعًا. لاحظوا ذلك.
بهذا المعنى وحده أنما تحدثت في مقالتي عن حق ارتكاب الجريمة. على أنه لا داعي إلى القلق كثيرًا. فإن الجمهور لا يكاد يعترف لهؤلاء الرجال أبدًا بهذا الحق. بالعكس: إن الجمهور يضطهدهم ويشنقهم {كثيرًا أو قليلًا}، وهو في هذا يمارس حقّه، ويقوم بوظيفته كجمهور محافظ، رغم أن الأجيال اللاحقة من هذا الجمهور نفسه ستخلد ذكر أولئك المضطهدين المعذَّبين فتقدسهم {كثيرًا أو قليلًا}.
فالفئة الأولى من الرجال هي سيدة الحاضر، والفئة الثانية هي سيدة المستقبل. الأولون يحفظون العالم ويزيدونه كمًا، والآخرون يحركونه ويقودونه إلى غاية. ولهؤلاء وأولئك حق واحد في الحياة. أي أن لهم كلهم حقوقًا متساوية.
فأما الفئة الأولى، وهي فئة المواد، فإن أفرادها، على وجه العموم، أناس " خُلقوا محافظين "، أناس معتدلون يعيشون في الطاعة ويحلو لهم أن يعيشوا في الطاعة. وعندي أن عليهم أن يطيعوا، لأن الطاعة هي ما كُتب لهم، وليس في طاعتهم ما يسيء إليهم أو يذل كرامتهم.
وأما الفئة الثانية فهي تتألف من رجال يتميزون بأنهم جميعًا يكسرون القانون، بأنهم جميعًا مُدمّرون، أو بأنهم جميعًا ميالون إلى أن يصبحوا كذلك بحكم ملكاتهم. وجرائم هؤلاء الرجال تتفاوت خطورتها وتتنوع أشكالها طبعًا. وأكثرهم يريدون، بأساليب متنوعة جدًا، تدمير الحاضر في سبيل شيء أفضل. فإذا وجب على أحدهم، من أجل تحقيق فكرته، أن يخطو فوق جثة، أو فوق بركة دم، فإنه يستطيع {في رأيي} أن يعزم أمره على أن يخطو فوق الجثة وفوق بركة الدم مرتاح الضمير، وكل شيء رهن بمضمون فكرته، وبما لها من أهمية طبعًا. لاحظوا ذلك.
بهذا المعنى وحده أنما تحدثت في مقالتي عن حق ارتكاب الجريمة. على أنه لا داعي إلى القلق كثيرًا. فإن الجمهور لا يكاد يعترف لهؤلاء الرجال أبدًا بهذا الحق. بالعكس: إن الجمهور يضطهدهم ويشنقهم {كثيرًا أو قليلًا}، وهو في هذا يمارس حقّه، ويقوم بوظيفته كجمهور محافظ، رغم أن الأجيال اللاحقة من هذا الجمهور نفسه ستخلد ذكر أولئك المضطهدين المعذَّبين فتقدسهم {كثيرًا أو قليلًا}.
فالفئة الأولى من الرجال هي سيدة الحاضر، والفئة الثانية هي سيدة المستقبل. الأولون يحفظون العالم ويزيدونه كمًا، والآخرون يحركونه ويقودونه إلى غاية. ولهؤلاء وأولئك حق واحد في الحياة. أي أن لهم كلهم حقوقًا متساوية.
( Fyodor Dostoyevsky )
[ Crime and Punishment ]
www.QuoteSweet.com