إن عقل الإنسان الواعي يراقب الكون طيلة الوقت، وهو يشبه عالِم الفلك الذي يراقب السماوات بحثاً عن كواكب جديدة. واليوم يكتشف عالِمُ الفلك الكوكب الجديد، من خلال المقارنة بين صور النجم القديمة والصور الجديدة، فإذا تحرك نجم من النجوم عندئذٍ لا يكون نجماً بل كوكباً. وهكذا نجد عقولنا ومشاعرنا مشغولة دوماً بعملية مراقبة الكون بحثاً عن المعاني. ويتكشّف المعنى عندما نقارن بين نوعين من التجارب وندرك فجأة ما يتعلق بهما، مثال على ذلك تجربة الطفل الأولى مع النار إذ قد تولّد لديه الانطباع أن النار ممتعة تماماً: دافئة وبراقة ومثيرة. وإذا حاول بعد ذلك أن يضع إصبعه في النار، فإنّه يتعلم شيئاً جديداً عنها وهي أنّها تحرق. إلا أنّه لايقرر بالرغم من ذلك أن النار كلها غير ممتعة، إلا إذا كان رعديداً وعصابياً على نحو غريب، فهو يضم التجربتين الواحدة للأخرى مثل خريطتين لنجم واحد، ثم يسجل أنّ صفة النار الأولى لا بد أن تكون منفصلة عن الصفات الأخرى. وتدعى هذه العملية عملية التعلّم.
( Colin Wilson )
[ The Mind Parasites ]
www.QuoteSweet.com