المعرفة ليست حكراً على النخبة المتعلمة فقط. إن مجرد عدم حصول شخص ما على تعليم رسمي، لا يعني أنه لا يتمتع بالحكمة والحس السليم.
(Knowledge is not just the preserve of the educated elite. Just because someone has not had a formal education, that does not mean he does not have wisdom and common sense.)
يؤكد هذا الاقتباس على الفرق بين التعليم الرسمي والحكمة العملية. في كثير من الأحيان، يميل المجتمع إلى مساواة المعرفة بالمؤهلات الأكاديمية فقط، متجاهلاً قيمة التعلم التجريبي والتفكير اليومي. يوفر التعليم الرسمي إطارًا منظمًا لاكتساب المعرفة، لكنه ليس السبيل الوحيد لفهم العالم. العديد من الأفراد، على الرغم من افتقارهم إلى التعليم الرسمي، يطورون رؤى عميقة من خلال تجارب الحياة، والميراث الثقافي، والملاحظة الدقيقة.
في العديد من الثقافات، يمتلك كبار السن وأفراد المجتمع حكمة متراكمة لا يتم توثيقها دائمًا أو تدريسها رسميًا، ومع ذلك يمكن أن تكون نصائحهم وفهمهم ذات قيمة لا تصدق. لقد قادهم الحس السليم خلال تحديات الحياة قبل وقت طويل من ظهور أنظمة العلوم أو التعليم الرسمية. وهذا يسلط الضوء على أن الحكمة تنطوي على حكم دقيق، وذكاء عاطفي، والقدرة على التنقل في المواقف الاجتماعية المعقدة، وهي سمات يتم تنميتها في سياقات متنوعة خارج الفصل الدراسي.
ومن خلال الاعتراف بإمكانية امتلاك الأفراد غير المتعلمين للحكمة، يمكن للمجتمع أن يصبح أكثر شمولاً وتقديرًا لأشكال الذكاء المتنوعة. بدلاً من رفض آراء شخص ما بسبب الافتقار إلى أوراق الاعتماد الرسمية، ينبغي لنا أن نأخذ في الاعتبار عمق فهمهم وأهمية تجاربهم. ويشجع هذا المنظور على التواضع والانفتاح، ويعزز البيئات التي يتم فيها تقييم أنواع مختلفة من المعرفة على قدم المساواة.
وفي نهاية المطاف، فإن الاعتراف بوجود الحكمة خارج نطاق التعليم الرسمي يتحدى النخبوية ويثري قدرتنا الجماعية على التعلم من بعضنا البعض. ويذكرنا أن كل شخص، بغض النظر عن خلفيته التعليمية، يمكنه المساهمة برؤى قيمة ومعرفة عملية تعود بالنفع على المجتمعات ككل.