لقد قام الأميركيون بغزو بلد دون أن يفهموا ما تعنيه ثماني سنوات من الحرب مع إيران، وكيف أصاب ذلك العراق بالصدمة. ولم يقدروا ما فعلته العقوبات التي دعموها طوال عقد من الزمن بالعراق والمرارة التي خلقتها وقضت على الطبقة الوسطى.
(The Americans invaded a country without understanding what eight years of a war with Iran had meant, how that traumatized Iraq. They didn't appreciate what they support for a decade of sanctions in Iraq had done to Iraq and the bitterness that it created and that it wiped out the middle class.)
يسلط هذا الاقتباس الضوء على التعقيدات والعواقب غير المقصودة للتدخل الأجنبي في العراق، ويسلط الضوء على الافتقار العميق إلى الفهم من جانب الولايات المتحدة فيما يتعلق بالتاريخ الحديث للبلاد. لقد تجاهل الغزو، الذي تم تأطيره غالبا باعتباره ردا على أسلحة الدمار الشامل والإرهاب، الندوب العميقة التي خلفتها الحرب الإيرانية العراقية قبل عقد من الزمان تقريبا. لقد دمر هذا الصراع العراق ماديا واقتصاديا واجتماعيا، تاركا أصداء الصدمة والتطرف التي امتدت إلى ما هو أبعد من ساحة المعركة لتصل إلى المجتمع العراقي ككل. علاوة على ذلك، أدت العقوبات المفروضة على العراق، والتي دامت عقدًا من الزمن، إلى مزيد من الشلل للدولة، حيث دمرت اقتصادها، وتآكل أنظمة الرعاية الصحية والتعليم، وتسببت في معاناة واسعة النطاق بين العراقيين العاديين. ورغم أن المقصود من هذه التدابير أن تكون أدوات سياسية، فإنها أدت فعليا إلى إفقار وتهميش السكان، وخاصة تفكيك الطبقة المتوسطة التي تخدم تقليديا بمثابة العمود الفقري لمجتمع مستقر.
وقد أدى تفكك هذا النسيج الاجتماعي والأساس الاقتصادي إلى تعزيز المرارة والاستياء والشعور بالخيانة بين العراقيين. وكثيراً ما تم التغاضي عن هذه المشاعر أو إساءة فهمها من قبل الجهات الخارجية التي اعتقدت أن التدخل العسكري وتغيير النظام وحدهما قادران على تحقيق الاستقرار في البلاد. ويوضح هذا الاقتباس بشكل مؤثر أن القوى الأجنبية، وخاصة الولايات المتحدة، فشلت في فهم النطاق الكامل لجراح العراق الداخلية، مما أدى إلى سياسات أدت إلى تعميق الانقسامات بدلا من تعزيز الشفاء. وتكمن الرؤية العميقة في فهم أن التدخلات يجب أن تأخذ في الاعتبار الصدمات التاريخية، والديناميكيات المجتمعية، والتداعيات الطويلة الأجل للعقوبات والصراعات. وإلا فإن دائرة الفوضى والاستياء ستستمر، مما يجعل بناء الأمة مسعى أكثر تعقيدا بشكل كبير. إن مثل هذه الأفكار بمثابة تذكير بضرورة التعاطف، والفهم التاريخي الشامل، والبصيرة الاستراتيجية في التدخلات الدولية.